الخذلان العثماني للمعارضة الإخوانية
الاستجداء هي السمة الواضحة في خطاب أردوغان لبوتين لترتيب لقاء بينه وبين بشار الأسد، وقد حدد آلية اللقاء على ثلاث مراحل: 1- اللقاء بين قيادة الاستخبارات، وهذا ما حصل بالفعل بين مملوك وحقان فيدان. 2- التقاء وزيري خارجية البلدين تركيا وسوريا. 3- اللقاء الختامي بين الرئيسين أردوغان والأسد للتوقيع عما تم الاتفاق عليه وهي في العادة تأخذ طابعاً بروتوكولياً. وما وراء هذا الإلحاح إلا غايات وأهداف، ومن أولى أهداف هذا اللقاء هو ابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية لبشار الأسد واستعماله كورقة ضغط للحصول على بعض المكتسبات من أمريكا، وثانياً توحيد جهود حكومات كل من سوريا وتركيا وإيران وروسيا للإجهاز على الإدارة الذاتية الديمقراطية بوسائل عسكرية واستخباراتية واقتصادية. وثالثاً الالتفاف على المعارضة التركية وسحب هذه الورقة الرابحة منهم.
أما الخذلان العثماني للمعارضة التركسورية المأجورة واستخدامهم كحمير طروادة ليحقق أهدافه التوسعية الاستعمارية سواء في سوريا أو ليبيا أو أذربيجان ورهانات المعارضة على الأتراك قد أوصلتهم إلى حائط مسدود أمام طموحات أردوغان الجامحة الدونكيشوتية، كمن يراهن على حمار أعرج في مضمار السباق.
أما النظام السوري فقد انغمس في مستنقع الأزمات الاقتصادية المتلاحقة حتى شحمة أذنيه، ولم يعد يسعفه أي علاج سوى البتر، فقد أغلقت المؤسسات أبوابها وكذلك المدارس، وانتفاضات الجنوب السوري يرتفع صوتها شيئاً فشيئاً والتململات في اللاذقية ودمشق وشكوى الناس من تجفيف منابع وسائل ومصادر الحياة أغرق الشعب في دوامة الأزمات.
إن الدينامو المحرك للاقتصاد السوري قد صودر من قبل الروس والإيرانيين من مطارات وموانئ وآبار بترول وغاز وفوسفات إلى آجال بعيدة لمدة /49/ عاماً لهذا كله بالإضافة لعوامل الفساد الإداري المستشري في أوصال النظام قد أوصل النظام (على الحديدة).
أما الإدارة الذاتية الديمقراطية بموقعها الجيوسياسي أمام جملة من التحديات، فهناك تحديات أمنية وأخرى اقتصادية وسياسية والخطر المحدق خاصة من اتفاقيات سوتشي التي تكشف الكثير عن سياقاتها الاستراتيجية للإجهاز على الإدارة الذاتية، فبالنتيجة لا بد من إذلال تلك التحديات وتعلن على الملأ استقلالية القرار الكردي السوري السياسي من دون وصاية من أحد، ونبذ الفكر الشمولي الذي لم يعد ذا جدوى، وتحسين الوضع المعيشي لعموم الشعب.
محمد شيخموس