بيان حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية
في إطار الظروف الجديدة في المنطقة والعالم، وتزامناً مع الاتفاق السعودي – الإيراني برعاية صينية لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، فقد تعالت الأصوات في معظم الدول العربية بضرورة إعادة سوريا إلى الجامعة العربية وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها بعد دخول الأزمة السورية عامها الثالث عشر وما ترتب عليها من معاناة شديدة للسوريين من قتل وتدمير وتهجير.
وللوصول إلى هذه الغاية فقد عقدت سلسلة من الاجتماعات كان الأول في جدة في 14 نيسان 2023 وجرى الاجتماع الثاني في عمان في الأول من أيار، وكان آخرها اجتماع مجلس الجامعة العربية في 7 أيار على المستوى الوزاري برئاسة مصر في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تقرر خلاله عودة سوريا إلى الجامعة العربية بشكل رسمي، وتم بذلك فتح الطريق أمام إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام، وتضمنت القرارات العربية بعض الشروط مثل التأكيد على ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية وفق القرار الأممي رقم /2254/ وإيجاد حوار بين كافة الأطراف الفاعلة لإيجاد حل للأزمة خطوة بخطوة وفق القرار /2254/.
عالمياً فقد رحبت بالقرار كل من روسيا والصين وإيران وتركيا فيما عارضته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين أعلنا عن رفضهما التطبيع مع النظام السوري، وعن عدم رفعهما العقوبات المفروضة على النظام في خلاف واضح مع القرارات العربية، ويعبر ذلك أيضاً بوضوح عن الصراع الدولي حول سوريا وفي المنطقة عموماً.
لا شك أنه بات من الضروري إيجاد حل للأزمة السورية بعد هذه المعاناة الطويلة للسوريين، ولا شك أيضاً أنه من واجب الدول العربية أن تلعب دوراً إيجابياً في حل هذه الأزمة، غير أنه من واجبها أيضاً استكمال مهمتها في تأمين حوار سوري – سوري بين كافة الأطراف الفاعلة، وعدم إقصاء أية جهة منها للسير خطوة بخطوة نحو تنفيذ بنود القرار /2254/ وتحقيق الانتقال السياسي في البلاد.
وإذا كانت القرارات العربية القاضية بعودة سوريا للجامعة العربية قد جاءت بهدف إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية وتخفيف ارتباطاتها مع إيران فإن القرارات لم تتضمن بشكل واضح هذا الاتجاه، وجاءت زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق في نفس التوقيت والاتفاقيات الاستراتيجية التي أبرمها مع النظام لتضع حداً لطموحات بعض الدول العربية التي رأت بأن الانفتاح على النظام يمكنه تخفيف تبعية النظام لإيران، علماً أن الموقف الاستراتيجي للنظام هو التحالف مع إيران، وعلى ذلك فإنه سيتشبث بمواقفه السابقة فيما إذا حدثت أية حوارات سورية – سورية، وسيعتبر النظام كل ما جرى بما في ذلك عودته إلى الجامعة العربية انتصاراً له ولن يتراجع عن مواقفه المعروفة.
لقد طالبنا في الحزب اليساري الكردي في سوريا بالاتفاق التام مع مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية منذ زمن طويل بالحوار الوطني السوري – السوري دون إقصاء أية جهة فاعلة في الأزمة السورية، ونعود الآن لنؤكد إصرارنا على الحوار الوطني السوري الشامل، وندعو أطراف المعارضة الوطنية والديمقراطية للالتقاء وتوحيد الرؤى والمطالب ووضع حد للخلافات السابقة، وللتوافق على حل قضية اللاجئين وعودتهم الآمنة إلى بيوتهم وتحرير المعتقلين والكشف عن مصير المفقودين وتحرير الأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا ومحاربة الإرهاب والتنفيذ الدقيق للقرار الأممي /2254/ لتحقيق الانتقال السياسي، وتحرير سوريا من المشاريع الإيرانية والتركية البغيضة، ونعتبر بأن القضية الديمقراطية هي مفتاح الحل لمجموع القضايا التي تواجه بلادنا، وأنه قد آن الأوان للوصول بسوريا إلى سوريا ديمقراطية – تعددية – لامركزية، يحصل فيها الشعب الكردي وسائر المكونات السورية من العرب والكرد والسريان الآشوريين والأرمن والتركمان والشركس والشيشان على حقوقهم القومية والديمقراطية.
10/5/2023
المكتب السياسي
للحزب اليساري الكردي في سوريا