اليساري الكردي: ((قبول اتفاقية موسكو الثلاثية خيانة للوطن ولدماء الشهداء))
مكتب الإعلام:
أصدر الحزب اليساري الكردي في سوريا اليوم الجمعة 30 – 12 – 2022 بياناً إلى الرأي العام العالمي أدان فيه الاتفاقية الثلاثية بين وزراء دفاع كل من روسيا وتركيا والنظام السوري، واعتبر قبولها خيانة للوطن ولدماء الشهداء، كما طالب الحزب كل الوطنيين والديمقراطيين السوريين بعدم الانخداع بهذه المؤامرة؛ وفيما يلي نص البيان:
بيان إلى الرأي العام
لقد تم التخطيط في اجتماعات أستانا وسوتشي بين كل من روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري لما يسمى بمشروع المصالحة بين المعارضة السورية والنظام السوري، وعندما خرج المشروع إلى العلن فقد عرفنا هذه المؤامرة من جذورها، وبالتالي تداعياتها ومآلاتها، وبعد لقاءات عديدة بين قيادات مخابرات تلك الدول جاء اجتماع الأمس في موسكو بين وزراء دفاع كل من روسيا وتركيا والنظام السوري بالإضافة إلى حضور مسؤولي مخابراتها.
إن الأسباب الحقيقية لهذه الاتفاقية – المؤامرة عديدة، وعلى رأسها فشل سياسات تركيا أردوغان في شرق المتوسط وتجاه مصر والسعودية والخليج عموماً وكذلك في ليبيا وانعكاس كل ذلك على الداخل التركي حيث تشهد تركيا أزمة اقتصادية عميقة وتتراجع قيمة ليرتها إلى حدود كبيرة، وكذلك تراجع الحريات الديمقراطية فيها واكتظاظ سجونها بالمعتقلين السياسيين وتراجع شعبية أردوغان وحزبه، وقد يخسر في الانتخابات القادمة، وأما روسيا فوضعها في ظروف الحرب في أوكرانيا بات معروفاً خاصة في ظل العقوبات الغربية، وأصبحت الحرب في سوريا عبئاً ثقيلاً عليها، وأما النظام الذي يشهد الانهيار الاقتصادي والسياسي فإن هذه الاتفاقية بالنسبة له هي هدية ثمينة تؤكد إدامته، وبناء على ذلك فإن الأنظمة الثلاثة تحقق مكاسب ناجمة عن هذه المؤامرة، خاصة وأن الجميع يعرف تقلبات أردوغان البهلوانية وغير الأخلاقية، فقد انقلب على رفاقه عبد الله غول وأحمد داوود أوغلو وعلي باباجان وغيرهم، وهو بعد فشله في التحريض على أنظمة مصر والسعودية والإمارات يعود الآن ويعتذر لها ويقدم لها التنازلات، كما أنه باع حلب بمن فيها من المعارضة إلى النظام وروسيا في مقايضة مقابل جرابلس، كما باع غوطة دمشق وغيرها مقابل عفرين وعمل على احتواء المعارضة السورية وربطها بسياساته في داخل سوريا وخارجها.
إننا في الحزب اليساري الكردي في سوريا إذ ندين هذا الاتفاق – المؤامرة، فإننا في الوقت نفسه نتوجه إلى جميع الوطنيين والتقدميين والديمقراطيين السوريين داخل سوريا وخارجها في المعارضة السورية وخارجها، ونطالبها بعدم الانخداع بهذه المؤامرة التي تزين لها روسيا وتركيا والنظام السوري، لأن قبولها هي خيانة للوطن السوري ولدماء مئات الآلاف من الشهداء والجرحى ومئات آلاف المعتقلين وملايين المهجرين والنازحين لأن السوريين قد خرجوا بالأساس من أجل الحرية والكرامة، ومن أجل حماية الثروة الوطنية من نهب النظام، وقبول هذا الاتفاق يعني أن يعود كل شيء إلى ما كان عليه وكأن شيئاً لم يكن، وأن كل تضحيات الشعب السوري ودماء شهدائه وكل المعاناة الرهيبة وتدمير البنية التحتية لسوريا قد ذهبت سدى.
إن الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق ومع بدء تنفيذه تكون كمرحلة أولى قد قضت على المعارضة السورية، وضمنت عودة النظام إلى جميع مناطقها، وأما اللاجئين فليلاقوا مصيرهم، وبعد ذلك ستبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق وهي هجوم تركيا والنظام السوري وبمساعدة روسيا على مناطق شمال وشرق سوريا والقضاء على الإدارة الذاتية وتهجير الشعب الكردي وإبادته، وهذا ما يهدف إليه كل من أردوغان والنظام السوري، وبهذا المعنى فإن هذا الاتفاق هو مؤامرة دولية وإقليمية ضد كل السوريين بكردهم وعربهم وسائر المكونات الأخرى.
إننا نتوجه إلى كل أطراف المعارضة الوطنية الديمقراطية وإلى جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية، ونطالبها برفض هذا الاتفاق المشؤوم وبالوحدة وعدم الانجرار وراء وعود روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري فهي مخادعة تبحث عن مصالحها فقط وأما المصالح الحقيقية للشعب السوري فلا تعني له شيئاً، وفي هذا الاتجاه فإننا نؤيد بقوة المظاهرات الشعبية الواسعة في مناطق المعارضة، ونطالبها بالإصرار على موقفها الرافض لهذه الاتفاقية التي هي في الواقع أكبر من جميع اتفاقيات الإذعان.
إن الإدارة الذاتية الديمقراطية هي إدارة لجميع السوريين، وهي تفتح صدرها لجميع المناضلين السوريين لكي يستكملوا مسيرتهم من أجل حرية البلاد وحرية شعبها والإتيان بالبديل الديمقراطي.
المجد والخلود لشهداء الحرية
الحرية للمعتقلين
30 – 12 – 2022
المكتب السياسي
للحزب اليساري الكردي في سوريا