بالرغم من تراجَع إنتاج القمح في سوريا خلال العام الماضي على نحوٍ كبير، في وقت يُعد حرجاً للغاية؛ إذ تعاني بعض أنحاء البلاد ظروفًا أقرب إلى المجاعة، وفي ظل حرب لا تبدو لها نهاية، بدأ المزارعون والفلاحون وأصحاب الحصادات بالاستعداد والتجهيز لاستقبال موسم الحصاد والخضار الصيفية، وتوفير مقومات إنجاح الموسم، والوصول به لبر الأمان في ظل الظروف المناخية الجافة والاقتصادية الصعبة.
والسؤال المطروح هنا في هذا السياق هل تتوفر المقومات المطلوبة للوصول إلى موسم زراعي ناجح – وخاصة القمح – نستطيع من خلاله دعم أمننا الغذائي..؟
تُعزى أسباب انخفاض الإنتاجية إلى الجفاف وقلة هطول الأمطار وغلاء مستلزمات الإنتاج وقلة توفر المحروقات، بالإضافة إلى تراجُع دعم المنظمات والجهات المعنية لتأمين مستلزمات الإنتاج وتخفيف العبء عن المزارعين، ما أدى إلى الاتجاه نحو زراعات بديلة، مثل المحاصيل الطبية والعطرية التي تعود بالربح.
معظم الأراضي المزروعة بالقمح تعتمد على الري من الآبار أو من نهر الفرات والسدود، وخلال لقائنا مع بعض الفلاحين أكدوا أن كميات المازوت الزراعي ليست بكافية، ويجب على الجهات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية زيادة مخصصات الفلاحين من طلبات المازوت الزراعي حتى نستطيع ري القمح.
ولتجاوز الأزمة، يجب دعم المزارعين من خلال شراء المحصول بأسعار تشجيعية، وتأمين المحروقات بشكل وفير لتجاوز المحنة، والتي تستدعي إجراءً فوريّاً للاستعداد بصورة أفضل للموسم الزراعي القادم وتجنُّب ضياع أصول الإنتاج.
إن توفير مستلزمات نجاح الموسم الزراعي وخاصة القمح، والحصول على كميات جيدة من الإنتاج لدعم الأمن الغذائي الوطني وتوفير رغيف الخبز للمواطنين، أمر يحتاج لمزيد من الدعم عبر زيادة كميات المازوت لري القمح وإنقاذ الموسم.