طلبة كوباني يشتكون من الغلاء في الأسعار ويطالبون هيئة التربية بالحلول والمساعدة
بعد انقطاع أشهر عن المدارس بسبب جائحة كورونا والخوف من الانتشار بين سكان المنطقة، عادت المدارس لفتح أبوابها من جديد لاستقبال الطلبة لعام جديد، كما بدأ البعض من الطلبة بشراء المستلزمات المدرسية، والبعض منهم لم يكن بمقدورهم شراء القرطاسية والحقائب نتيجة غلاء الأسعار وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، وهذا ما أدى إلى البعض من الطلبة بترك الدراسة والعمل من أجل تأمين لقمة العيش في الآونة الأخيرة، وهناك الكثير من العائلات من الطبقة الوسطى والفقيرة تتمنى لأبنائها التعليم للتأمين على مستقبلهم، لكن الوضع المعيشي وغلاء الأسعار غيرت مسار حياتهم وحياة أبنائهم لمواجهة حياة أصعب، والحرمان من حقوقهم ومنها التعليم الذي يكون أساس المستقبل.
كانت لصحيفتنا “طريق الشعب” جولة مع البعض من الطلبة حول غلاء الأسعار، وعدم القدرة على شراء القرطاسية في هذا العام بالتحديد.
إذا اضطر الأمر بأن أعمل بعد دوامي الدراسي فسأفعل:
الطالب محمد يدرس في المعهد يقول: “كل شيء أصبح غالي الثمن، ولا أستطيع شراء جميع المستلزمات، لا بد لكل كتاب أن يرافقه دفتر للكتابة والمذاكرة، لكن أصبح شراء الدفاتر حملاً ثقيلاً على عائلتي، وخاصة الوضع المعيشي لا يسمح لعائلتي بشرائها، اليوم أواجه مشكلة ولا أستطيع الضغط على عائلتي، لأنني على يقين تام بأن عائلتي لا تملك المبلغ الكافي لشراء كل حاجياتي، ومع العلم سيفعلون المستحيل وسيقومون بشراء كل ما ينقصني من أجل تعليمي ومستقبلي حتى لو اضطر والدي أن يدين المبلغ الذي يكفيني، لا أريد أن أضغط على عائلتي أبداً، ولهذا السبب سأبحث عن عمل بعد دوامي في المدرسة كي أخفف الحمل عن عائلتي من جهة، ومن جهة أخرى كي أعتمد على ذاتي من الآن”.
يجب على هيئة التربية مساعدة الطلبة بشراء القرطاسية بنصف الثمن:
تحدثت إلينا (آلاء) الطالبة الإعدادية قائلة: “نحن في البيت خمسة طلاب وكلنا نحتاج إلى القرطاسية وبكمية كبيرة، لكن الغلاء في الأسعار في هذا العام أصبح أضعاف من الأعوام المنصرمة، وإذا كان الأمر ينحل في دفتر واحد أو اثنين لكان الوضع سيتغير كثيراً بالنسبة لنا وللطبقة الفقيرة، أطلب من إدارة هيئة التربية في إقليم الفرات بفتح مكاتب في كل المدارس لبيع القرطاسية بنصف الثمن من الأسواق لمساعدة الطلبة الذين لا يستطيعون شراء كل ما يحتاجون إليه أثناء القيام بواجبهم الدراسي، وأيضاً لكي لا يضطر أي واحد من الطلبة ترك الدراسة نتيجة غلاء الأسعار، كما أننا نريد أن نكمل تعليمنا من أجل تأمين مستقبلنا، وإذا لم نستطع أن ندرس اليوم، فسنواجه غداً صعوبات أكبر من وضعنا الحالي ولن نحصل على أي فرصة للعمل في المستقبل”.
إذا كنت لا أستطيع شراء كل ما أحتاجه من أجل التعليم فسأعمل من أجل أخوتي:
الطفل (أحمد) الذي ترك دراسته وهو في الابتدائية ويعمل في الصناعة حالياً يقول: “من منا لا يريد أن يدرس ويحصل على شهادة جامعية؟ ولكن الوضع المعيشي لا يسمح لي أن أكمل تعليمي، فقررت أن أساعد والدي وأعمل لشراء مستلزمات أخوتي في المدارس، ففي النهاية يجب على أحدنا أن يضحي بمستقبله من أجل مستقبل أخوته، وإذا كانت التضحية تتطلب العمل والمجهود من أجل أحد أفراد العائلة فأنا لست أول طفل يضحي بمستقبله من أجل مستقبل أخوته، فنحن في كوباني لا نسمح لأي ظرف من الظروف أن يشمل جميع أبناء العائلة، فأنا اخترت هذا الطريق بإرادتي وأنا سعيد بعد اتخاذ هذا القرار، وبالأخص أكون أسعد عندما يقومون أخوتي بواجبهم الدراسي ويهتمون بدراستهم ومستقبلهم”.
إعداد: سونيا جلال