طريق الشعب – خاص:
أكد محمد موسى الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا في حديث له لجريدة (طريق الشعب) عن التهديدات التركية لاحتلال أراضٍ جديدة من روج آفاي كردستان – شمال وشرق سوريا والحوار مع دمشق أن أهداف تركيا أردوغان واضحة تماماً منذ بدء الأزمة السورية وهي محاربة الكرد في روج آفاي كردستان ومحاولة ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة، والحيلولة دون تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأن مسألة احتلال عفرين مهّدت الطريق لتركيا لاحتلال سريكانيه وكَري سبي.
وأشار موسى إلى أن الاجتياح سوف لن يتم بسبب الفيتو الأمريكي والروسي في آن واحد، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الهش الذي تعيشه تركيا، حيث قال: “باعتقادنا فإن الاجتياح لن يتم لأن الأمريكان والروس أبدوا اعتراضهم، إضافة إلى ما تعيشه تركيا من أزمة اقتصادية خانقة”.
محمد موسى أشار إلى أن الأمريكان أكدوا لهم بأنهم لن يخرجوا من المنطقة، وهذا ما أكده الممثل الأمريكي في روج آفاي كردستان – شمال وشرق سوريا خلال الحوارات الكردية – الكردية التي كانت تجري بين طرفي الحوار ENKS و PYNK، وأن بقاءهم مسألة إستراتيجية إلى أن يتم إيجاد حل جذري ونهائي للأزمة السورية وفق القرار الأممي /2254/؛ ونفى محمد موسى أي تفاهمات بين الأمريكان والأتراك بهذا الخصوص في الآونة الأخيرة.
أشار موسى إلى الموقف الروسي حيث قال: “الروس هم أيضاً ضد التهديدات التركية والاجتياح رغم أن الطرح الروسي هو إيجاد تسوية مع النظام وفق مبدأ الإدارات المحلية ووفق ما هو موجود في دستور العام 2012م، لكن ذلك لا يحقق شيئاً، وليس بالمستوى المطلوب الذي نناضل من أجله في سبيل إحقاق الحقوق المشروعة لشعبنا الكردي.
وأكد الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا محمد موسى أنهم من حيث المبدأ ليسوا ضد الحوار مع النظام ولكن وفق أسس معينة، حيث قال: “نحن من حيث المبدأ في الحزب اليساري الكردي وفي الإدارة الذاتية الديمقراطية لسنا ضد أي حوار مع النظام ونقول في النهاية لا بد أن نصل إلى نتيجة مع النظام ولكن الحوار مع دمشق يجب أن يكون وفق أسس ومبادئ ثابتة أولاً، ولكن نتساءل إلى أي مدى يستطيع النظام أن يبدي استعداده وجهوزيته للحوار، وما هي نظرته وموقفه من القضية الكردية وباقي المكونات الأخرى الموجودة في سوريا التي نعتبرها أساس المشكلة؟ إلى الآن لا يوجد أي استعداد لدى النظام للحوار والنقاش ولا يوجد لديه أي موقف واضح أو مشروع لحل القضية الكردية في سوريا “.
وأضاف موسى: ” النظام في دمشق لم يعترف حتى هذه اللحظة بأن الكرد شعب أصيل في سوريا ويعيش على أرضه التاريخية، وأصحاب حقوق كباقي المكونات الأخرى، نقاط الخلاف ليست متوقفة على مسألة الحقوق فحسب، وإنما تكمن في عقلية النظام الذي مازال متعنتاً وعلى موقفه الذي عفى عنه الزمن، نحن مستعدون للحوار مع أية جهة كانت ولكن الخطوة الأولى تستدعي وجود مقدمات وحسن نية، نحن جاهزون للحوار لإيجاد حل للأزمة السورية ولا يوجد لدينا أي توجهات انفصالية، وحل القضية الكردية ضمن إطار حل الأزمة السورية عامة”.
وفي النهاية أكد محمد موسى الأمين العام للحزب اليساري الكردي في سوريا أن لا حوار ممكناً مع دمشق إلا باعترافها بوجود الشعب الكردي كمكون أصيل، حيث قال: ” النظام لا يعترف بوجود الشعب الكردي في سوريا، لذلك فإن منطق الحوار مع النظام وفق ما يريده ليس ممكناً طالما يتعامل بهذا الموقف، ولكن إذا اعترف بوجود الشعب الكردي على أرضه التاريخية كمكوّن أصيل عندئذ نستطيع أن نقول إنه يمكن للحوار أن يتم وينجح “.