بعد أن كشفت الشعوب العربية حقيقة الأهداف التركية التي خطط لها أردوغان وحزب العدالة والتنمية المرتبط بجماعة الأخوان المسلمين العالمية واتخذت مواقف واضحة ضد سياساته، فقد بدأ السوريون المخدوعون يكتشفون حقيقة مواقف تركيا أردوغان وأهدافها القذرة، وقد وصل بهم الأمر إلى خروج الآلاف في المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها بمظاهرات منددة بالسياسة التركية، ورفع شعارات واضحة الأهداف والمضامين ضد الاحتلال وضد السياسات التركية، وقد كان أمراً لافتاً ومفاجئاً للكثيرين، وحتى اللاجئوون السوريون في تركيا بدأت أوضاعهم تسوء وتنفذ ضدهم سياسات عنصرية قتل فيها وضرب وشتم الكثيرون من السوريين، وكان رفس عنصري تركي لمسنة سورية في وجهها والتي أخذت صدى إعلامياً واسعاً إحدى مؤشرات سياسة النظام الفاشي في تركيا.
في بداية الحراك الثوري في سوريا عام 2011 والتي اعتبرناها ثورة شعبية ديمقراطية سلمية، فتح أردوغان أبواب تركيا أمام المهاجرين السوريين حيث تدفق إليها أكثر من ثلاثة ملايين سوري، وقام بنهب الاقتصاد السوري (معظم معامل حلب وتجارتها) وفتح المجال أمام رساميل السوريين بهدف الاستيلاء على الخيرات السورية من جهة، واستخدام هؤلاء السوريين وبخاصة جماعة الأخوان المسلمين ومجموعات التركمان المخدوعين في الاستيلاء على سوريا وكذلك في ضرب الشعب الكردي وحركته التحررية، ولا أحد من الكرد يستطيع نسيان الهجوم التركي وإرهابيي جبهة النصرة وغيرها من المجاميع الإرهابية على سريكانيه عام 2012 وأهداف ذلك الهجوم الظاهرة والمستترة.
استخدمت تركيا أردوغان اللاجئين السوريين كورقة ضغط ومساومة ضد أوروبا سياسياً للحصول على تنازلات سياسية منها تجاه العديد من القضايا، وابتزازها للحصول على أموال ضخمة بحجة مساعدة اللاجئين، وفي مرحلة لاحقة استخدمت تركيا الفصائل العسكرية السورية الموالية لها كمرتزقة لها في العديد من الساحات الدولية، منها الساحة الليبية التي لازالت تركيا تستثمرها من أجل عدم استقرار ليبيا والسيطرة على مواردها وبخاصة البترول والاستفادة من موقعها الجغرافي للسيطرة على موارد شرق المتوسط وكمدخل لنفوذها في القارة الأفريقية بالإضافة إلى الساحة التونسية ولتحقيق نفس الأهداف عن طريق حركة النهضة، وكما هو معلوم فقد أرسلت إلى ليبيا نحو /20/ ألف مرتزق سوري من الفصائل الموالية لها، ثم استخدمتهم في الحرب بين آذربيجان وأرمينيا وساحات دولية أخرى، وأما استخدامهم لمساعدتها في احتلال الأراضي السورية وضرب الشعب الكردي من خلال احتلال عفرين وسريكانيه وكري سبي وجرابلس والباب والشهباء وإعزاز فهو أمر يعرفه الجميع، وما حملة أردوغان الأخيرة بإعادة مليون لاجئ سوري (طوعاً) وإسكانهم في مناطق (آمنة) إلا جزءاً من السياسة الأردوغانية الإجرامية تجاه سوريا عامة وتجاه الكرد خاصة وهي سياسة معروفة الأهداف والنتائج وقد خبرها جميع السوريين ولن يسمحوا لها بالمرور.
لقد أدرك معظم السوريين المغرر بهم حقيقة الأهداف التركية، وبدأوا يرفعون أصواتهم لإفشالها، وأما /الائتلاف السوري/ فلا يزال يستمر في خدمة الأهداف الأردوغانية بالرغم من أن الكثير من الأشخاص والقوى السياسية قد غادرتها، وبات هذا الائتلاف ضعيفاً ومعزولاً لأن العالم أجمع قد كشفهم كبيادق في خدمة الأهداف التركية وأهداف جماعة الأخوان المسلمين، في البداية كان يساند هذا الائتلاف نحو /100/ دولة، ولكنها انفضت عنه بعد أن كشفت حقيقته، ولم يعد له أي مستقبل سياسي سوى العدوان على سوريا وعلى الشعب الكردي.