في الذكرى التاسعة لتحرير كوباني أجمل التهاني إلى انتصار مقاومتها الباسلة
بعد أن تسلحت داعش حتى أسنانها بالأسلحة الثقيلة والمتطورة لأكثر من ثلاثة فرق من الجيش العراقي عندما احتلت مدينة الموصل، وبمثلها من أسلحة الجيش السوري، وبالدعم المتعدد الأشكال من تركيا ودول عربية هاجمت داعش مقاطعة كوباني الكردية يوم 15/9/2014 بقوات كبيرة ومعنويات عالية استمدتها من انتصاراتها على الجيش العراقي والسوري.
وإذا كانت داعش قد استطاعت احتلال ريف مقاطعة كوباني بعد معارك ضارية من قبل وحدات حماية الشعب والمرأة YPG و YPJ بسبب الاختلال الكبير في موازين القوى من حيث العدة والعتاد، فقد قررت YPG و YPJ تحويل مدينة كوباني إلى مقبرة للغزاة.
في هذه المعارك التي استخدمت فيها داعش كل أسلحتها الثقيلة وسياراتها المفخخة ورجالها الانتحاريين، وبالرغم من الدعم التركي المتعدد الأشكال وأرتال المقاتلين المستقدمة من كل مناطق سيطرة داعش، صمد المقاتلون الكرد صمود جبال كردستان، وواجهوا داعش من ركن إلى ركن ومن بيت إلى بيت وأوقفوا تقدم قواتها وأوقعوا في صفوفها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وبالاستفادة من مساندة طائرات التحالف الدولي و /150/ مقاتلاً من البيشمركة وبعض فصائل الجيش الحر المتحالفة مع YPG ، فقد تحولت مقاومة كوباني إلى مقاومة تاريخية قلَّ نظيرها في العالم، وبعد دخول المعركة يومها الرابع والثلاثين بعد المائة فقد تمكن المقاومون من دحر الغزاة وقذفهم خارج المدينة، ليتم إعلان تحرير مدينة كوباني بالكامل في 26/1/2015 عشية الذكرى الأولى لإعلان الإدارة الديمقراطية فيها بتاريخ 27/1/2014، ومع ذلك لم تتوقف المقاومة البطولية إذ سرعان ما هاجم المقاتلون قرى المقاطعة لتحريرها بالكامل، ولا زالت المقاومة مستمرة، ولا زال الانهيار والارتباك سائداً في صفوف داعش.
إن مقاومة كوباني هي مقاومة أسطورية ومقاومة تاريخية تجذب اهتمام العالم أجمع، وتفتح صفحة جديدة في تاريخ الشعب الكردي، فبفضلها ينفتح المجتمع الدولي على القضية العادلة للشعب الكردي في روجآفاي كردستان، وبفضلها أصبحت تكتسب بعداً وأهمية دولية، حيث تزور روجآفاي كردستان وفود وشخصيات كبيرة وتبدي إعجابها بتجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، كما تُستقبل وفود الإدارة في العديد من دول العالم باحترام كبير وبشكل رسمي.
العالم بأسره يدرك أن مقاومة كوباني لم تكن مقاومة ودفاعاً عن الشعب الكردي فقط، وإنما يعتبرها دفاعاً عن الشرق الأوسط والعالم بأسره، ومن هنا تأتي أهمية هذا الانتصار الكبير، وبذلك فإن المقاومين الكرد في كوباني كانوا مقاومين من أجل كل القيم النبيلة، من أجل الحرية، من أجل سعادة البشرية جمعاء، وهذا يفرض على كل الشرفاء في العالم مساندة مقاومة كوباني، واعتبار وحدات حماية الشعب والمرأة مقاتلين من أجل الحرية ودعمها بكل الإمكانيات.
إن وحدات حماية الشعب والمرأة التي سطرت هذا الانتصار المجيد قدمت الكثير من التضحيات، قدمت العديد من الشهداء الأماجد من بين صفوفها وقدمت من أجل هذا الانتصار الكبير دماء غالية وزكية، ويقيناً فإن هؤلاء الشهداء هم أصحاب هذا الانتصار، ولولاهم لما شاهدنا هذه اللحظة التاريخية، فلننحنِ إجلالاً وإكباراً أمام بطولاتهم وتضحياتهم العظيمة، ولتبقَ ذكراهم خالدة في ذاكرة أجيالنا القادمة.
كل التحية لأيقونة الانتصار على الإرهاب كوباني البطلة، قلعة المقاومة، ورمز المقاومة المجيدة، وإلى شهداء مقاومتها الباسلة.
26/1/2024
اللجنة المركزية
للحزب اليساري الكردي في سوريا